اكتشافات فلكية جديدة


سنستعرض بعض المكتشفات الجديدة في علم الفلك، و بالطبع نرغب أن ننوه إن الاكتشافات الجديدة في الفضاء أكثر مما تتوقع، و هذه أحدث ما تم اكتشافه..

1. علماء فلك يرصدون هياكل غريبة في مجرات مجاورة


بالاعتماد على مزيدٍ من الفحص الدقيق، رصد علماء فلكٍ مجرتين تم تسميتهما NGC 128 وNGC 2549 شكلتا ما يشابه قشرة فولٍ سودانيٍ مضاعفة، ويخطط العلماء استخدام محاكاةٍ فنية لفهم ذلك.

تم رصد هياكل تشبه قشرة الفول السوداني المضاعفة في قرص مجرتين قريبتين. تتوزع النجوم في هاتين المجرتين بطريقةٍ ما بحيث يوجد انتفاخٌ كبيرٌ في المركز، مما يجعل المجرتين تبدوان مجعدتين – مثل حبة الجوز.

في نهاية الأمر، دفعت هذه الأشكال الغريبة علماء الفلك في جامعة سوينبرن للتكنولوجيا في ملبورن لتطوير برامج تصويرٍ جديدة والتي نأمل أن تجعل رصدها بشكلٍ أفضل وأن يصبح الكشف عن أصلها أمراً ممكناً.

تكشف هذه الأشكال الغريبة والتي رُصدت في المجرتين NGC 128 وNGC 2549، بالإضافة لمعلوماتٍ من تلسكوب هابل الفضائي Hubble Space Telescope ومسح سلون الرقمي السماوي Sloan Digital Sky Survey وجود بنيةٍ أخرى ذات شكلٍ يشابه حبة فولٍ سوداني.


انتفاخ على شكل حبة الفول السوداني في مركز قرص مجرة NGC 128.

قال بوجدان شامبور Bogdan Ciambur, طالب دكتوراه ورئيس البحث: "إنهما يشبهان حبتي فولٍ سوداني، حيث تتداخل إحداها بالأخرى. هذه أول مرةٍ يتم فيها رصد ظاهرةٍ مماثلة". 

يضيف شامبور: هذا اكتشافٌ مثير لأنه سيمكننا من اختبار نمو الأعمدةٍ مع الزمن، بما في ذلك أطوالها، وسرعة دورانها، وفترات عدم استقرارها". نأمل أيضاً أن تكشف المحاكاة الفنية عن الأسباب الكامنة وراء ذلك الانتفاخ ذا شكل حبة الفول السوداني. "نتوقع أن تزودنا التراكيب المفاجئة للمجرتين بنظرةٍ فريدةٍ من نوعها على ماضيهما. يمكن لفك رموز تاريخهما أن يخبرنا عن التحولات التي من الممكن لمجرةٍ مثل مجرتنا درب التبانة أن تختبرها".

2. اكتشاف مذهل جديد يتعلق بدوران هالة مجرتنا درب التبانة


مجرتنا درب التبانة ومرافقاتها الصغيرة مُحاطة بهالة هائلة من غاز حرارته مليون درجة (يظهر باللون الأزرق في هذا التصور الفني)، وهذا مرئي فقط باستخدام تلسكوبات الأشعة السينية في الفضاء.

اكتشف علماء فلك من كلية الأدب والعلوم والفن (LSA) في جامعة ميشيغان للمرة الأولى أن الغاز الحار الموجود في هالة مجرة درب التبانة يدور بنفس الاتجاه وبسرعة مشابهة لقرص المجرة، الذي يحتوي نجومنا وكواكبنا وغازنا وغبارنا. وتُسلط هذه المعرفة الجديدة الضوء على كيفية تجمع الذرات الفردية في النجوم والكواكب والمجرات كمجرتنا، وماذا يحمل المستقبل لهذه المجرات.

يقول إدموند هودجز كلوك Edmund Hodges-Kluck عالم الأبحاث المساعد: "هذا يُعاكس كل التوقعات. يفترض الناس أن قرص مجرة درب التبانة يدور بينما الخزان الهائل للغاز الساخن ثابت، لكن هذا خاطئ! خزان الغاز الهائل يدور أيضاً، ولكن ليس بسرعة القرص تماما".

يستخدم البحث الجديد الذي تموله ناسا بيانات مؤرشفة حصل عليها تلسكوب نيوتن العامل بالأشعة السينية XMM-Newton والتابع لوكالة الفضاء الأوروبية، وقد نُشر مؤخراً في مجلة Astrophysical Journal. تركز الدراسة على الهالة الغازية الساخنة لمجرتنا، وهي أكبر بعدة مرات من قرص مجرة درب التبانة وتتكون من البلازما المتأينة (ionized plasma).

ولأن الحركة تنتج انزياحاً في الطول الموجي للضوء، قاس باحثوا جامعة ميشيغان هذه الانزياحات في جميع أنحاء السماء باستخدام خطوط من الأوكسجين الحار جداً. وما وجدوه كان اكتشافا: أظهرت انزياحات الخطوط التي قاسها الباحثون أن هالة المجرة تدور في نفس اتجاه قرص مجرة درب التبانة وبسرعة مشابهة، أي حوالي 400 ألف ميل في الساعة للهالة مقابل 540 ألف ميل في الساعة لقرص المجرة.

يقول هودجز كلوك: "دوران الهالة الساخنة هو دليل رائع على كيفية تشكل درب التبانة، وهي تخبرنا بأنّ هذا الغلاف الجوي الحار هو المصدر الأصلي للكثير من مادة هذا القرص".

احتار العلماء لوقت طويل حول السبب الكامن وراء افتقار كل المجرات تقريباً، بما في ذلك درب التبانة، لمعظم المادة التي كان من المتوقع أن توجد فيها. ويعتقد العلماء أنّ 80% من المادة في الكون هي "المادة المظلمة" الغامضة (dark matter). وحتى الآن لا نستطيع اكتشافها إلا عن طريق السحب الثقالي. أما معظم الـ 20% المتبقية من المادة الطبيعية مفقود من أقراص المجرات. ومؤخراً، اكتُشف بعض من هذه المادة المفقودة في الهالة. يقول باحثوا جامعة مالايا أنّ تعلم المزيد حول اتجاه وسرعة دوران الهالة يمكن أن يساعدنا في معرفة كيف وصلت المادة إلى هناك أولاً، وما هو المعدل المتوقع لاستقرار المادة في المجرة.

يقول جويل بريغمان Joel Bregman أستاذ علم الفلك في (LSA): "نعرف حالياً عن الدوران، وسيبدأ العلماء النظريون استخدام هذه المعرفة لمعرفة كيفية تشكل مجرتنا درب التبانة". ويُضيف: "يمكننا استخدام هذا الاكتشاف لفهم المزيد عن دوران هذه الهالة الساخنة، والتي ستكون هدفاً كبيراً لمحللات الطيف المستقبلية العاملة في مجال الأشعة السينية".

3. لغز على كوكب زحل!


اكتشف العلماء منذ ثلاثين عامًا هيكلًا مثيرًا للاهتمام في القطب الشمالي لزحل. ولم يُرَ أي شيء مشابه لهذا الهيكل مسبقًا على أي كوكب آخر في الكون أجمع.

يبلغ قطر الهيكل ذي الأضلاع الستة، والذي يلقب بـ "المسدس"، نحو 32000 كيلومتر ويمتد لنحو 100 كيلومتر أسفل الغلاف الجوي لزحل.

اكتشف العلماء أنه في الواقع نمطٌ من الغيوم أنتجه إعصار هائل يعصف في وسط القطب الشمالي. وتعد عين هذا الإعصار أكبر بخمسين مرة من عين أي إعصار نموذجي على سطح الأرض.

لاحظ العلماء باستخدام مركبتي فوياجر وكاسيني التابعتين لناسا، أن نقاطًا من هذا المسدس تدور حول مركزه تقريبًا بنفس معدل دوران زحل حول محوره. ورصدوا أيضًا تيارًا هوائيًا متدفقًا بشكل نفاثات شبيه بتلك الموجودة على الأرض، وهو يتدفق في الجهة الشرقية من زحل بسرعة تقدر بنحو 350 كيلومتر بالساعة، ويبدو أنه يتبع حافة الشكل المسدس.

وعلى الرغم من أنهم يملكون فكرة جيدة عن ماهيته، فهم ليسوا متأكدين كيف تشكل هذا المسدس الغريب.

ويقول موقع Space.com: "تبادل العلماء عددًا من التفسيرات لمنشأ المسدس، على سبيل المثال، تشكل المياه التي تدور داخل دلو دوامات لديها فجوة ذات شكل هندسي. ولكن بالطبع ليس هناك دلو ضخم على سطح زحل يحفظ هذا المسدس العملاق". 

لُوّن هذا الفيلم الذي التقطته مركبة كاسيني من أجل توضيح مظاهر معينة من الإعصار. وبالطبع يمكنك رؤية هذا الإعصار المتوحش يدور كمجموعة من الدوامات الصغيرة.


وقال "أندرو إنغيرسول" Andrew Ingersoll عضو فريق التصوير الخاص بكاسيني في تصريح صحفي صادر عن وكالة ناسا: "المسدس هو مجرد تيار هوائي، ولكن السمات الجوية الموجودة هناك والتي تشابهه تعد مضطربة وغير مستقرة". ويضيف قائلًا: "يدوم الإعصار على سطح الأرض نحو أسبوع، ولكن استمر وجود هذا الإعصار لعدة عقود، ومن يعلم! ربما لقرون من الزمن".

ليست هناك تعليقات