قصة تضحية ... المعلم كمال المطوّق يتبرع لشقيقته بكليته... ويُنهي معاناتها


في واحدة من أسمى وأنبل قصص الوفاء والإنسانية سجل معلم الرياضيات من مدرسة الرافعي الأساسية ب للبنين، بمديرية التربية والتعليم ـــ شمال غزة، المعلم كمال إسماعيل المطوّق موقفاً إنسانياً فريداً من نوعه عندما بادر إلى التبرع بإحدى كليتيه لشقيقته لإنقاذ حياتها بعد عام من المعاناة مع "الفشل الكلوي".

بداية الألم

بدأت قصة معلمنا كمال لحظة اكتشاف إصابة شقيقته رويدا (36 عاماً) بالفشل الكلوي، فكانت إيذاناً له ببدء رحلة المعاناة الممتدة إلى أكثر من عام، كان يرى أخته ملازمة أجهزة غسيل الكلى (4) ساعات و(3) مرات أسبوعياً، وهي تصارع المرض، خاصةً وأنه كان يصاحبها في رحلتي الذهاب والإياب للمشفى، حيث تُستنزف قواها من شدة المعاناة.

كمال لم ينتظر أحد!!

لم ينتظر كمال أن يضيع الوقت أكثر فقرر أن ينهي رحلة الغسيل الكلوي وما يصاحبها من متاعب ومشقة وألم، ودون أن تعلم ذهب إلى المستشفى، وأجرى الفحوصات الطبية اللازمة لتثبت أن هناك توافقاً في الأنسجة، ما يسمح بإجراء العملية، وإذا بها تفاجئ به يعرض كليته عليها عن رضا تام ومبادرة كاملة دون تردد، وكأنه يهديها هدية فرحت بها فرحة لو وزعت على أهل الأرض لكفتهم. وبفضل الله تكللت عملية زراعة الكلية بالنجاح، فيما يزال الشقيقان تحت الملاحظة وفي فترة نقاهة.

في كل ميدان له بصمة

لا يقتصر دوره كمعلم على إعطاء الدروس للطلاب، بل هو يعد بمثابة أب موجّه، وأخ ناصح، فتجده منسقاَ للصحة المدرسية، وقائداً للفرقة الكشفية، ومنسقاً للإعلام المدرسي، وله في كل ميدان بصمة، تشهد على عطاءٍ بلا حدود.

تفاعل المجتمع الفلسطيني مع قصة المعلم كمال المطوق... 

ويقول الأستاذ عمرو عساف مدرس التربية الرياضية بمدرسة عثمان بن عفان الثانوية للبنين " أن الأستاذ كمال رفض أي مقابل وأي مساعدة مالية من أحد ليكون عمله خالصاً لله.. كمال مثال للإنسانية".

أما ابن عمه إبراهيم المطوق فقال: "الأستاذ كمال ابن عمي وصديق مقرب مني، له قطعة أرض بلغت مساحتها 100م، عرضها للبيع للمساهمة في تكلفة العملية، كمال أخو صاحبه ورجل طيب ومعطاء".

وغرد مدير مدرسة الرافعي الأساسية أ للبنين أ. أشرف الكرد قائلاً: "عمل لا يضاهيه عمل".

ويشهد الطالب وسيم محمود فيقول "الاستاذ كمال درسني سنتين، شهادة حق نعم الاستاذ والمربي، أستاذ يعطي الطالب حقه وزيادة".
أما زميله في المدرسة أ. زياد أبو شرخ علق قائلاً: "رجل العطاء بلا حدود أستاذ كمال".

وعبر صفحته على "الفيس بوك" كتب أ. محمد البحيري: "إن هذا الموقف النبيل من المعلم كمال يعكس صورة مشرقة ويبين مدى كفاح المعلمين والمعلمات الفلسطينيين فهم يسخرون أوقاتهم لبناء الأجيال وخدمة الوطن، وفي نفس الوقت يسطرون أروع معاني العطاء والسلوك والفعل الإنساني والاجتماعي الكريم".

            

ليست هناك تعليقات