الدوامة الليزرية ثورة في الحوسبة ومنقذة قانون مور


توصل الباحثون في جامعة بوفالو، نيويورك، إلى طريقة قد تطيل عمر قانون مور، فقد سمحت تقنية مخصصة للتلاعب بالضوء، للباحثين بثني الليزر على شكل لولب، ما يسمح بترميز عشرة أضعاف البيانات التي ترمّزها الليزرات العادية المستقيمة.


قانون مور... بدأ يفقد صلاحيته

في عام 1965، تنبأ مهندس الإلكترونيات جوردون مور بمستقبل واعد وحثيث الخطى للحوسبة. تقول إنتل: "بعد مراقبة دقيقة لهذا الاتجاه الجديد، تنبأ مور، بالاستقراء الخارجي، أن قدرة الحوسبة ستزداد بشكل كبير، وكلفتها النسبية ستتناقص، وذلك بشكل أسّي".

لاحظ مور أن الترانزستورات تتقلص في الحجم، وبالتالي فإن قدرة الحوسبة التي يمكن أن نضغطها على شريحة واحدة تتضاعف سنوياً. أثرت هذه الملاحظة، والتي عرفت لاحقاً بقانون مور، على شركة إنتل وصناعة الحوسبة عموماً، واستمرت هكذا حتى السبعينيات.

ولكن بدءاً من عام 1975، انخفض هذا المعدل بحيث تتضاعف قدرة الحوسبة كل عامين، واستمر بالانخفاض من حينها. هناك مخاوف بين المصنّعين من اقتراب نهاية قانون مور، وأن التقنية تكاد تعجز عن مواكبة سرعة التطور المطلوبة.

يقول توم سيمونايت رئيس مكتب مجلة إم آي تي تكنولوجي ريفيو في سان فرانسيسكو: "لطالما كان الحشر المستمر للمزيد من الترانزستورات السيليكونية على الشرائح، والمعروف بقانون مور، المادة الخام لإبداعات غزيرة في الحوسبة. أما الآن، فيبدو أنه يتباطأ باستمرار".


 الليزر بدلاً من السيليكون

حالياً، يبدو أن مهلة السنوات المتبقية لقانون مور قد مُدّدت، حيث أن المصنّعين يبحثون عن مواد أخرى كحلول بديلة، وهذه المرة، سيستخدمون الليزر.

قام باحثون من جامعة بوفالو بتصميم أداة لترميز البيانات باستخدام أشعة ليزر ذات شكل لولبي، وذلك باستخدام طريقة للتلاعب بالضوء تسمى بالاندفاع الزاوي المداري. تعمل التقنية الجديدة كدوامة تستطيع تحريك البيانات بسرعة عبرها كالقمع. تمكن الباحثون من تقليص حجم الدوامة حتى تتمكن من العمل مع مكونات الحاسوب الموجودة حالياً، وتسمح لفّات اللولب بتخزين أكثر من عشرة أضعاف التخزين لليزرات المستقيمة. يمكن الاطلاع على دراستهم في مجلة ساينس.

قد نحتاج إلى الاستغناء عن بعض التقنيات الموجودة لإتاحة الفرصة أمام التقنيات الجديدة، ولكن تقنيات الحوسبة الجديدة المتنوعة والمتزايدة في عددها، قد تمدد من صلاحية قانون مور بعض الشيء.

من ناحية أخرى، فإن التباطؤ في سرعة التقدم التكنولوجي قد لا يستدعي القلق، بل بالأحرى سيلقى الترحيب. يقول البعض إن قانون مور كان أحد أكثر الحيل تسويقية نجاحاً في التاريخ.

ليست هناك تعليقات