أدوبي تسدل الستار عن فوتوشوب الصوت


في رحلتها الطويلة، جعلت أدوبي برنامجها فوتوشوب أشهر البرامج المكتبية في التاريخ، بل وتوسعت لمجالات عديدة كالسمعي البصري، تطوير الويب، قراءة الملفات وغيرها من المنتجات التي لا طالما لاقت نجاحاً باهراً لدى العامة.

في مؤتمر Adobe MAX 2016


إبان مؤتمر أدوبي ماكس المنعقد هذه الأيام، ترقب الجميع إعلان الشركة عن بعض المنتوجات الجديدة والتحديثات الخاصة بباقي المنتجات الحالية، حيث أسدلت الستار عن مشروع برنامج جديد أطلقت عليه بعض المواقع الغربية "فوتوشوب الصوت" وذلك تشبيها لقدرة البرنامج على التعديل بشكل احترافي على الصوت وإضافة أصوات و كلام لأي مقطع صوتي، تماما كالتعديل و إضافة طبقات جديدة لأي صورة على برنامج فوتوشوب، وببعض المواقع  والجرائد الأخرى تم نعته ببرنامج ثوري للصوت.

تم تسمية المشروع باسم VOCO، بالتعاون مع جامعة برينستون، إذ سيكون سابقة في برامج تحرير وتعديل الأصوات، حيث باستطاعة المستخدم التعديل واستبدال الكلام داخل أي مقطع صوتي كما لو أن صاحب الصوت الأصلي هو نفسه صاحب الصوت المضاف، تتبع كلام شخص ما و امتصاصه أو حذفه من المقطع.

في حين نقول أنه أخطر برنامج، على الرغم من وجود برامج مشابهة، فإننا نعني حرفياً بأنه الأخطر بالمقارنة مع غيره فطريقة عمله مميزة للغاية كما إنه شديد الدقة و الاحترافية أكثر من غيره و الأهم من ذلك إذ يبدو التطبيق الجديد قادر على جعل الأعمال الاحترافية أكثر سهولة.

طريقة عمل المشروع الجديد

طريقة عمل هذه الخاصية تعتمد على خوارزمية متقدمة تقوم  بتحليل كلام الشخص المراد "تزوير" خطابه، إذ يتطلب الأمر خطاب للشخص الضحية لا يقل عن 20 دقيقة، ليتمكن البرنامج من تحليل كامل لطريقة نطق المتحدث ويسمح لك آن ذاك بإدخال أي كلام تريد استبداله بالأصلي ليتكلف بعد ذلك بتضمينه في المقطع الأصلي بنفس صوت الضحية حسب تصريح متحدث باسم الشركة .

وقد قام المتحدث أثناء المؤتمر بالبرهنة عن فعالية البرنامج، إذ تم التعديل على أحد الخطابات، وكانت النتيجة جد مذهلة إذ يستحيل التفرقة بين الخطاب الأصلي و الخطاب المزور.

ففي عرض النسخة التجريبية للبرنامج الجديد قام المتحدث باستعمال صوت أحد الأشخاص، إذ كل ما قام به هو تشغيل ملف الصوتي ثم قام بفتح نافذة أخرى للبرنامج يعرض الكلمات المستخدمة في الملف الصوتي و كل ما قام به هو تغيير بسيط كنسخ  لصق و استبدال كما نفعل مع الملفات النصية و بالفعل تغير كلام الشخص المتكلم في الملف الصوتي، و لن تصدق بأنها مجرد أداة أو وظيفة من وظائف هذا البرنامج و هذا يعني هناك الكثير ما تخفيه الشركة في جعبتها فيما يتعلق بقدرات هذا البرنامج الجديد.

ميزة كهذه من الممكن أن تجعل تصحيح و تعديل الكلام المسجل سهل للغاية و بدون الحاجة لأي احتراف و هذه ميزة مفيدة للغاية في تعديل الخطابات و إزالة الشوائب و الضجيج، لكنها تفتح باب التزوير حقا كما وصفها الإعلاميون الذين حضروا المؤتمر إذ يستطيع البرنامج أيضا تغيير صوت المتكلم و كذلك نسخه و يمكن أن تحرفه بشكل كامل.

كما يمكن صنع ملف صوتي من ملفات مدمجة كأن يقرأ البرنامج من الملف النصي و يستعمل الصوت المختار و بالتالي صنعنا ملفاً صوتياً جديداً منسوباً إلى صاحب الصوت، و قد يبدو هذا العمل ليس شيئاً مميزاً لأن هناك تطبيقات تفعل ذلك لكن ما يجعله كذلك هو قدرته الفائقة في معالجة هذه الملفات.

و البرنامج يمكنه أيضا تسجيل الصوت كأي برنامج آخر، و الأهم يمكنه تحسين صوت الشخص نفسه و تجميله أيضا.

في الحقيقة، في تطبيقات المعالجة الأخرى تحتاج إلى ملف صوتي آخر لذلك و ليس لملف نصي و يمكننا أن نقول أنه البرنامج الأول.

بالخلاصة، كما وسع فوتوشوب العمل في معالجة الصور و فتح آفاقاً جديدة يمكننا أن نتخيل ما الذي يمكن لهذا المشروع أن يفعله في مجال معالجة الصوتيات و إنتاجها و إخراجها، ليس فقط معالجة الصوت بل أيضا في التصميم و الفن.

لا توجد الكثير من المعلومات حول هذا المشروع الجديد، لكن العرض كان مشوقاً بما يكفي لنقول أن هناك مستقبل كبير له.

سؤال خطير يطرح نفسه

بعد تعميم البرنامج، هل بإمكاننا أن نثق بالتسجيلات الصوتية؟ ماذا لو استعملت بالتوازي مع عمالقة تعديل الصورة و الفيديو؟ هل ستصبح هناك ثقة بأي تسجيل رقمي؟ إذ فكرنا بالشيء نفسه مع البرامج الأخرى للصور و الفيديو كالفوتوشوب و أيضا هل تذكرون خبر الفيديو الديناميكي الذي نشرناه فهل سنثق بهذه التسجيلات؟

ليست هناك تعليقات