مختصون يوصون بضرورة تبني برامج تعليمية للنهوض بواقع الثانوية العامة


العلاقات العامة - شمال غزة

أوصى باحثون ومختصون بضرورة إيلاء مزيد من الاهتمام والرعاية لمرحلة الثانوية العامة وتبني استراتيجية تربوية واعية من خلال اعتماد وزارة التربية والتعليم برامج تعليمية هادفة تقدم خدمة نوعية للطلبة، بالإضافة إلى تشجيع المؤسسات الخيرية لتقديم الدعم اللازم للطلبة لتخفيف العبء عن كاهل الأسرة.

جاء ذلك خلال اليوم الدراسي الذي عقدته مدرسة بيت لاهيا الثانوية للبنين بمديرية التربية والتعليم في شمال غزة، بالتعاون مع بلدية بيت لاهيا، بعنوان "الثانوية العامة الواقع والمأمول"، بحضور مدير التربية والتعليم أ.محمود أبوحصيرة، ورئيس بلدية بيت لاهيا أ.عز الدين الدحنون، وعدد من رؤساء الأقسام بالمديرية ومدراء ومديرات المدارس وأساتذة جامعات وثلة من المهتمين والباحثين، وممثلي الجامعات ومؤسسات المجتمع الحكومية والمحلية. 

وتلى الباحث ورئيس اللجنة العلمية لليوم الدراسي د.ماجد أبوسلامة، التوصيات التي خلُص إليها الباحثون، داعيا إلى ضرورة اتباع القوانين الادارية والتعليمات المطبقة بحيث تتناسب مع متطلبات التطوير والتغيير.

كما دعا د.أبوسلامة إلى زيادة الحوافز المادية والمعنوية للعاملين في قطاع التعليم وخاصة معلمي الثانوية، وتغيير أسلوب الصمت والتلقين الحجرات الصفية إلى أسلوب الحواري الديمقراطي واحترام الآخرين.

كما أكد على أهمية رفع مستوى الاتزان الانفعالي والتخفيف من الضغوط النفسية لطلبة المرحلة الثانوية العامة، وضرورة العمل على فصل الطالبة المتزوجة عن المدارس النظامية بناءً على تباين ظروفها الاجتماعية والاقتصادية. 

وشدد د.أبوسلامة –وفق ما خلص إليه الباحثون- إلى ضرورة تحسين جودة التعليم في المرحلة الثانوية وخاصة لطلبة الثانوية العامة والارتقاء بمستواهم العلمي، والتأكيد على تعزيز الثقة بالنفس لطلبة الثانوية وغرس قيم الفخر والاعتزاز بالمدرسة كمجتمع صغير.

وفيما يتعلق بطلبة الفرع الشرعي، دعا إلى اقتصار خريجي الفرع الشرعي من طلبة الثانوية العامة للالتحاق بقسم  الشريعة وأصول الدين فقط ومنحهم امتيازات خاصة، وضرورة إعفاء طالب الفرع الشرعي من المتطلبات الجامعة التي تنسجم عم تخصصاتهم.كما أكد على ضرورة تربية المراهقين روحياً واجتماعياً وثقافياً على ضوء تعاليم ديننا الحنيف، وتبني برامج إرشادية تعمل على الاختيار السليم للأصدقاء والتحذير من رفاق السوء، وتوثيق الصلة والتعاون بين الأسرة والمدرسة وباقي المؤسسات التربوية. 

وفيما يتعلق بالمعلمين شدد د.أبوسلامة على ضرورة توجه المسؤولين في وزارة التربية والتعليم نحو زيادة الاهتمام بتوفير الفرص الكافية للتعليم المهني، وتدريب المعلمين على كيفية التعامل مع الضغوط النفسية التي يعاني منها طلبة المرحلة الثانوية، وأن يكون المعلم إيجابياً يسمح بدرجة من التفاعل الاجتماعي من خلال تقليل الهوة بين الكبار والصغار، مع الاهتمام بالمعلم وبصحته النفسية حتى يكون قادراً على أداء رسالته التربوية. 

كما لفت الباحثون إلى أهمية عقد الندوات والمحاضرات التثقيفية للأهالي واستغلال بالتعاون مع مؤسسات المجتمع المحلي، والعمل على تنمية التماسك الوطني داخل المدرسة وترجمته على أرض الواقع.

وافُتتح اليوم الدراسي بكلمة لمدير التربية والتعليم أ.أبوحصيرة، أكد فيها أنه وبالرغم من الواقع الصعب الذي تمر به العملية التعليمية نتيجة الحصار وعدم تلقي المعلمين رواتبهم، إلا أن النظرة إلى المستقبل مشرقة ومفعمة بالتفاؤل.

وشدد أ.أبوحصيرة على أن مصداقية الثانوية العامة منقطعة النظير، ولكننا وبالرغم من ذلك نبحث عن الأفضل دوما للنهوض بالواقع التربوي عموما.

وقال أ.أبوحصيرة إن المناهج الدراسية وواقع المدارس والمعلمين والإمكانيات كلها بحاجة إلى وقفات حتى نستطيع التغيير إلى الأفضل.

وأشاد أ.أبوحصيرة بجهد القائمين على تنظيم هذا اليوم الدراسي المتميز، مثمنا في ذات الوقت دور بلدية بيت لاهيا لرعايتها هذا اليوم، داعيا إلى تنظيم المزيد من تلك الفعاليات البناءة والمثمرة والتي تصب في خدمة المجتمع وتعزيز ثقافته ورفعة مكانة الباحثين والمثقفين فيه.

من جهته أشار أ.الدحنون إلى أهمية تضافر كافة الجهود من أجل بناء جيل قادر على تحمل المسؤولية يتمتع بالدافعية نحو إصلاح الواقع وبناء المستقبل، زاده علمٌ ومعرفةٌ وإيمان.

وشهد اليوم الدراسي ثلاث جلسات لمناقشة الأبحاث وأوراق العمل المقدمة، حيث ترأس الجلسة الأولى رئيس اللجنة العلمية لليوم الدراسي د.ماجد أبوسلامة، وتخلل الجلسة تقديم أربعة أبحاث وأوراق عمل وهي "الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية لأسر طلبة المرحلة الثانوية (دراسة جغرافية)" للباحث د.معين أبوجاسر، و"التعليم الثانوي الشرعي في محافظة شمال غزة –دراسة في جغرافية الخدمات التعليمية" للباحث د.عبد العزيز ريحان، و"واقع الثقافة التنظيمية لمدارس الثانوية العامة في محافظة شمال غزة، للباحثين أ.عماد أبوسمعان، وأ.محمد الزين.

أما الجلسة الثانية فكانت برئاسة أ.نفوذ العطل، وتخللها تقديم أربعة أبحاث وهي الصحة النفسية لدى طلبة المرحلة الثانوية" للباحثة أ.دعاء طافش، و"أنواع الضغوط النفسية ومصادرها لدى طالبات الثانوية العامة وسبل علاجها" للباحثتين أ.سناء كباجة، وأ.مها المشهراوي، و"الاتزان الانفعالي لدى طلبة الثانوية العامة" للباحثة أ.أحلام سمور، و"الانتماء والتماسك الوطني لدى طلاب الثانوية العامة" للباحث أ.ياسر الرشايدة.

أما الجلسة الثالثة فكانت برئاسة أ.عائد الربعي، وتضمنت المشاركة بثلاثة أبحاث وهي "دراسة العلوم الشرعية بين الإقبال والإدبار" للباحثة أ.نوال عبد ربه، و"التعليم الشرعي بين الواقع والمأمول" للباحث أ.حسن العقبي، و"مستوى الثقة بالنفس وسبل تعزيزها لدى طلبة الثانوية العامة بغزة" للباحث أ.عائد الربعي.

وشهد اليوم الدراسي العديد من المداخلات وطرح الاستفسارات من قبل الحضور، ما ساهم في إثراء اللقاء وعكس تفاعلا إيجابيا مع المواضيع البحثية المقدمة.





المزيد من الصور

ليست هناك تعليقات