البرنامج الوطني للدعم النفسي والاجتماعي.. خطوة على طريق التأهيل

شكّل البرنامج الوطني للدعم النفسي والاجتماعي الذي نفذته وزارة التربية والتعليم العالي في مختلف مديريات قطاع غزة للتخلص من آثار العدوان الإسرائيلي الأخير، محطة مهمة في حياة المستهدفين من الطلبة والمعلمين ومدراء المدارس للانتقال إلى مرحلة ما بعد العدوان بشكل يساعدهم على استئناف المسيرة التعليمية بعيدا عن مخلفات العدوان النفسية التي ألمّت بهم.

وتم تنفيذ البرنامج على مرحلتين، حيث استهدفت المرحلة الأولى المعلمين ومدراء المدارس بإشراف وتنفيذ من أقسام الإرشاد والتربية الخاصة في المديريات، وبالتعاون مع مؤسسات وجمعيات أهلية تعنى بالدعم والتأهيل النفسي والاجتماعي.

أما المرحلة الثانية فاستهدفت الطلبة من خلال تنفيذ فعاليات ترفيهية للتفريغ النفسي على مدار الأسبوع الاول من العام الدراسي.

استجابة طبيعية

مدير التربية والتعليم في شمال غزة أ. محمود أبوحصيرة، قال إن فكرة هذا البرنامج جاءت كاستجابة مهنية وطبيعية لمواجهة آثار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ما يساهم في التخلص من آثار الصدمة والعدوان، بما يضمن العودة الطبيعية لاستئناف الحياة المدرسية.

وأكد أ.أبوحصيرة أن مثل هذه الفعاليات تعتبر ضرورية لتهيئة الطلبة والهيئات التدريسية كما أنها تشكل لبنة أساسية نحو انطلاق العملية الدراسية بشكل إيجابي حيث تساعد الطلبة والقائمين على العملية التدريسية على تجاوز آثار العدوان وتعزيز الروح المعنوية.

وتوجه مدير التربية والتعليم بجزيل الشكر لكل المؤسسات التي ساهمت في تنفيذ الفعاليات التربوية الترفيهية للتخلص من آثار العدوان.

تفريغ انفعالي

بدوره أكد مدير عام الإرشاد التربوي بالوزارة د.أحمد الحواجري أن البرنامج هدف لتقديم الدعم النفسي والاجتماعي للمرشدين والطلبة وأولياء الأمور ومنسقي الصحة والعاملين في سلك التعليم مشدّدًا على أن البرنامج يستهدف جميع المراحل الدراسية المختلفة.

ولفت د.الحواجري إلى أهمية تنفيذ أنشطة تربوية مختلفة للتخفيف من آثار الصدمة النفسية على الطلبة، ومساعدتهم على التفريغ الانفعالي من خلال أنشطة متعددة تتمثل في سرد قصّة أو الرّسم الحر أو التّمثيل والدّراما ولعب الأدوار، والأناشيد، والتّعبير عن الذّات.

بدورها أوضحت رئيس قسم الإرشاد والتربية الخاصة بمديرية التربية والتعليم- شمال غزة، أ.نفوذ العطل، أن البرنامج نُفّذ بمركز التدريب التابع للمديرية، على مدار ثلاثة أيام بواقع (15) ساعة تدريبية وبمشاركة (65) مرشدا تربويا، و(65) من منسقي الصحة المدرسية.

وأوضحت أن البرنامج هدف إلى إحداث تفريغ نفسي واجتماعي للطلبة من خلال المرشدين التربويين ومنسقي الصحة، والتخفيف من آثار الصدمة النفسية والأفكار السلبية التي تعرضوا لها خلال العدوان الأخير على قطاع غزة.

وأشارت إلى أن البرنامج حقق الغاية المرجوة منه، حيث تبين أن الكثيرين ممن شاركوا في البرنامج كانوا يعانون بشكل أو بآخر من آثار نفسية متفاوتة نتيجة العدوان الذي استهدف كافة القطاعات في غزة، مؤكدة أنه مع اختتام البرنامج تم التخلص من تلك الآثار، ما يعني أن المعلمون باتوا أكثر جاهزية للتعامل مع الحالات التي يعاني منها الطلبة لمساعدتهم على التخلص من التداعيات السلبية التي لحقت بهم.

وثمّنت أ.العطل الدور الكبير الذي لعبه منفذو البرنامج في تعزيز الجوانب النفسية الإيجابية لدى المشاركين فيه.

فعاليات ترفيهية

وحتى يؤتي البرنامج ثماره المرجوة منه كان لا بد من استهداف الطلبة باعتبارهم الفئة الأكثر تضررا من آثار العدوان، خاصة إذا ما علمنا أن نحو ربع ضحايا العدوان كانوا من الأطفال، ولذلك عمدت مديرية التربية والتعليم في شمال غزة إلى تنفيذ برنامج متكامل من الفعاليات الترفيهية والتفريغ الانفعالي للطلبة بالتعاون مع مؤسسة الرؤيا العالمية.

وتخلل البرنامج تقديم فقرات ترفيهية باستخدام الدمى وتنفيذ ألعاب مختلفة، إلى جانب فقرات الرسم والنشيد والكتابة والمسرح والفلوكلور الشعبي.

وأشرف على تنفيذ البرنامج قسمي الأنشطة التربوية والعلاقات العامة والإعلام.

وقال رئيس قسم الأنشطة التربوية أ.محمد كلوب إن الفعاليات التي تم تنفيذها أدخلت البهجة والسرور على قلوب مئات الطلبة، ورسمت البسمة على شفاههم بعدما كانت آثار العدوان تعلو وجوههم.

وأضاف أن مثل هذه الفعاليات تعتبر أقل ما يمكن تقديمه للطلبة الأطفال الذين عانوا على مدار أيام الحرب الشرسة التي استهدفت القطاع لنكون عونا لهم على تجاوز المحنة التي تعرضوا لها.

ولفت أ.كلوب إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد تنفيذ مزيد من الفعاليات والأنشطة اللامنهجية الرامية إلى التخفيف من حدة الآثار النفسية التي يعاني منها الطلبة.

تضافر الجهود

من جهته أكد مدير مؤسسة الرؤيا العالمية بغزة د.مازن أبوقمر أن مؤسسته عمدت منذ انتهاء العدوان على غزة إلى تنفيذ العديد من البرامج الترفيهية للطلبة داخل المدارس لإخراجهم من الحالة النفسية الصعبة التي تعرضوا لها خلال أيام العدوان الممتدة.


وشدد د.أبوقمر على أهمية تلك الفعاليات والبرامج في الحد من الآثار النفسية التي عصفت بالأطفال الفلسطينيين، مشيراً إلى أن الكثير من الأطفال باتوا يعانون من سلوكيات عدوانية وحالات أرق وتبول لا إرادي، داعيا إلى تضافر كافة الجهود لانتشال الأطفال من الحالة التي يمرون بها والتي من الممكن أن تؤثر على مستقبلهم ونفسياتهم وتحصيلهم الدراسي.















ليست هناك تعليقات