تعرّف على فوشيا Fuchsia، نظام تشغيل جوجل الجديد


لاشك إن البعض قد سمع عن سعي جوجل إلى دمج نظامي تشغيليها الأساسيين أندرويد وكروم أو إس ChromeOS معًا ضمن نظام تشغيل واحد، وهو ما نفته الشركة جُملةً وتفصيلًا أكثر من مرّة، لكنها في المُقابل أعلنت مؤخرًا عن دعم تطبيقات أندرويد على نظام كروم أو إس وبالتالي أضافت بهذه الخطوة مجموعة كبيرة من الأدوات لمُستخدمي حواسب كروم بوك.


خطوة دعم تطبيقات أندرويد أو حتى دمج النظاميين معًا ليست بالمُستحيلة لأن النظاميين مبنيان على نواة نظام لينكس Linux وبالتالي مُعظم المكتبات والمكونات الرئيسية يُمكن دمجها في الطبقات العُليا لينتج عن ذلك نظام مُوحّد، لكن الشركة سلكت طريقًا آخر ونثرت بزرة جديدة على الإنترنت دون أية تفاصيل حتى هذه اللحظة.

مساء يوم الجمعة، 12 أغسطس/آب 2016، تفاجئ العالم بوجود نواة لنظام تشغيل جديد من تطوير جوجل تاركة باب التكهنات مفتوحًا على مصراعيه، لكن بعض الأكواد البرمجية وأنوية النظام المُستخدمة يُمكن أن تُعطينا بعض التفاصيل البسيطة حول هذا النظام.

و قد صدرت تقارير جديدة تقول أن قوقل لديها مشروع سري جديد وهو نظام تشغيل جديد كلياً ولا يعتمد على نواة لينكس يدعى Fuschia.

” الوردي + البنفسجي == فوشيا ( الأرجواني ) ( نظام تشغيل جديد )”، بهذه الجملة وصفت جوجل مشروعها الجديد داخل المستودع الخاص به في موقع GitHub المُستخدم لمشاركة الشيفرات البرمجية والمشاريع البرمجية حول العالم و لم تذكر أية تفاصيل رسمية أخرى حول النظام.

فوشيا، نظام تشغيل جوجل الجديد، مبني على نواة نظامين هما Magenta وLittleKernel، فالنواة الأولى مُعدّة للتشغيل على الأجهزة التي تتميّز بمساحة معالجة كبيرة مثل الموجودة في الهواتف الذكية والحواسب اللوحية أو حتى المكتبية والمحمولة كما أنها صممت لتنافس نظم انترنت الأشياء مثل FreeRTOS و ThreadX، في حين أن LittleKernel التي تُعرف اختصارًا بـ LK مُعدّة للعمل على الأجهزة ذات موارد المعالجة المحدودة والتي لا تتعامل مع أجهزة كثيرة على اللوحة الأم، وهذه أجهزة مثل الساعات الذكية أو المُساعدات الرقمية، غير أن التقارير تشير أن النظام سيشمل ربما جميع الأجهزة كالحواسيب و الهواتف.

استخدام هاتين النواتين معًا يعني أن نظام فوشيا قادر على العمل على الأجهزة الصغيرة مثل أجهزة إنترنت الأشياء وصولًا إلى الأجهزة الكبيرة مثل الهواتف الذكية أو الحواسب. لكن لماذا لا يتم الاعتماد على أندرويد؟ لأنه مبني على نواة لينكس التي قد تكون كبيرة جدًا على الأجهزة البسيطة مثل السيارات أو الساعات الذكية وهو ما قد يؤدي إلى ثقل في عمل النظام والحاجة إلى تعديل نواته باستمرار لتتلائم مع الأجهزة المُختلفة.

وجود Magenta فوق LK يُضيف خاصيّة تعدد المُستخدمين ونظام للصلاحيات مثلما هو الحال في نظام أندرويد، في حين أن LK لوحدها لا توفر هذه الخواص لأنها كما ذكرنا سابقًا تستهدف الأجهزة البسيطة ذات المواصفات العتادية المحدودة.

استخدمت جوجل أيضًا مكونات مثل Flutter، وهو مشروع يسمح بتطوير تطبيقات لنظامي أندرويد وآي أو إس iOS معًا من خلال كتابة شيفرة واحدة كما يوفّر واجهات رسومية مُمتازة، وأضافت إلى Flutter مكتبة Escher لعرض بعض التأثيرات على المكونات مثل الظلال والتدرجات اللونية البسيطة، وبالتالي هذا يعني أن النظام الجديد قد يدعم واجهات ماتيريال Material المُستخدمة في نظام أندرويد.

وجود Escher مع مكتبة Flutter يعني وضع واجهات ماتيريال بعين الاعتبار مثلما ذكرنا٬ لكنه أيضًا يسمح باستخدام فوشيا داخل نظّارات الواقع الافتراضي VR أو المُعزز AR لقدرته على رسم تأثيرات على المشهد دون استهلاك موارد الجهاز بشكل كبير.

الشيفرات البرمجية داخل مستودع فوشيا مكتوبة باستخدام لغة دارت Dart، مع وجود دعم لـ JSON، SSL، بالإضافة إلى جو GO لغة برمجة جوجل، ومن هنا يُمكن أن نستنتج أن جميع هذه المكونات مدروسة بعناية للخروج بشيء جديد واستخدامه في أجهزة جديدة من جوجل أو بعض الأجهزة الحالية مثل Google Home أو onHub Router، لكن كل هذا يبقى ضمن التكهنات فقط، و بالنسبة لتصميم الواجهات تشير بعض المصادر أن ماتيريال ديزاين و مشروغ Flutter سيكونان المستخدمين، وسيدعم النظام نسختي 32 و 64 بت من معالجات ARM والحواسب الشخصية وقريباً سيدعم العمل على كمبيوتر راسبيري باي 3.

و لمن لا يعرف لغة Dart؟

فهي لغة برمجية تشبه كثيراً لغة الجافا و لغة C – أي إن كنت تعرف الجافا أو C و لا تعرف دارت ستفهمها على الفور – و قد طورتها جوجل لتكون سهلة التعلم و الاستخدام و التكوين و أن تكون قابلة للتثبيت في أي مكان، و قد اعتمدت هذه اللغة لبرمجة التطبيقات الضخمة، و هي لغة برمجية متعددة الاستخدامات كالجافا و سي، و ما يجعلها سهلة و آمنة بأنها تعتمد على مبدأ من OOP تقريبا.

و كانت مصممة لتطبيقات الويب و تطبيقات الهاتف وانترنت الأشياء و من تطوير شركة جوجل والتي تستهدف فيها مطوري الويب، و تعمل على جميع متصفحات الويب المتقدمة والأجهزة المحمولة وصولاً إلى خوادم الويب، و هي لغة مفتوحة المصدر و تحمل تراخيص BSD.

أما سبب انشاء هذه اللغة يكمن في المشاكل التي تواجهها لغة جافا سكريبت والتي يصعب حلها مثل أداء البرنامج والحماية من البرمجة عبر مواقع.

Christopher Lane أحد مُهندسي البرمجيات في جوجل ذكر أن نظام التشغيل بُنيّ من الأساس مفتوح المصدر، كما أكّد أن توثيق الأكواد البرمجية والإعلان الرسمي قادمان لاحقًا٬ دون الكشف عن أية معلومات مُفيدة يُمكن أن توضّح الصورة بشكل أكبر.
التكهنات حول فوشيا سوف تكبر مع مرور الأيام ومع التعمّق أكبر في الشيفرات البرمجية الموجودة حاليًا داخل GitHub، لكن وبكل تأكيد النظام القادم – إن رأى النور – سوف يعمل على مجموعة كبيرة من الأجهزة بدءًا من أجهزة إنترنت الأشياء مثل جهاز ضبط درجة حرارة المنزل٬ التحكم بالسيارة عن بُعد٬ القيادة الآلية٬ أو حتى أجهزة مثل الساعات والهواتف الذكية مع أخذ الحواسب بعين الاعتبار٬ وهنا من المُمكن أن يكون طموح جوجل خلال المرحلة المُقبلة مُتمثّلًا بتوفير نظام تشغيل واحد قادر على توحيد تجربة الاستخدام على جميع الأجهزة المُستخدمة للتخلّص من عناء وقلق توفير دعم للأجهزة المُختلفة.

لكن لازالت التكهنات تشير إنه يمكن أن تصبح نسخة مخففة من أنظمة التشغيل لتعمل على أجهزة مستقبلية ستطلقها ربما، أو تستبدل أندرويد و كروم بهذا النظام الوحيد، وهناك تفسير محتمل بأنه نظام ثانوي تتعامل معه كما تفعل سامسونج مع نظام تايزن ألا أن هذا التفسير ضعيف و السبب هو طموح جوجل كما ذكرت و لا يمكن في هذه الحالة أن يكون نظاماً مخففا أو ثانويا.

لكن ما يجعل ترجيح استبدال الأندرويد و كروم به أقوى، يعود إلى طبيعة الاستخدام أولا فأندرويد له شعبية كبيرة و استخدامات أكثر و أكثر مرونة و لكن لا توجد له نسخ في بعض الأجهزة كالحواسيب و هناك نظم بديلة لذلك، كما أن تطويرها يتم من جهات أخرى و تستخدم الأندرويد كنواة و هناك عيوب أخرى لكنها بها شيء من اختلاف الرأي كالتحديثات الأمنية؛ أما ثانيا بالنسبة لكروم فهو نظام خفيف جدا و مصمم لعشاق الانترنت فقط و لا يهتمون بالذاكرات و لا لتثبيت الكثير من التطبيقات، لكن حتى هذا مع الوقت لم يعد يتناسب على ما يبدو مع تطور الانترنت فحتى عشاق الانترنت يميلون أحيانا إلى تثبيت تطبيقات لا تعمل إلا على الانترنت، و السعة الأدنى لذلك هي 16 جيجا و لكن السعة الأقصى لكروم هي 5 جيجا و قابل للزيادة، و لا تعمل تطبيقات الأندرويد على كروم، و من جديد بدأ يتم دعم تطبيقات الكروم على أندرويد.

ليست هناك تعليقات