بفضل الغرافين أصبح بإمكاننا استجرار الطاقة اللانهائية من تحت سطح الأرض


يقبع تحت سطح كوكبنا قدرٌ كبير من الحرارة والطاقة، والمشكلة الوحيدة هي في كيفية الوصول إليها. ويخطط العلماء إلى استخدام الغرافين في سبيل الوصول إلى تلك الطاقة.

تزويد المستقبل بالطاقة

كيف سيستمر العالم بالاندفاع نحو حدود الطاقة المستمرة؟ يبدو أن المصدر الجديد والثوري للطاقة موجود تحت أقدامنا مباشرة.

يعتقد العلماء بأن الحل لمشاكل الطاقة يتم بتجميعها بطريقة جديدة وفريدة، وهم يعملون على تحقيق ذلك.

يقوم جزء من البرنامج الوثائقي المميز"بيليونز إن تشينج" بتسليط الضوء على الإمكانية الضخمة التي يخبئها المفهوم الجديد للطاقة الجيوحرارية (geothermal energy). انبثقت هذه الفكرة من مادة حديثة يتم استخدامها من قبل رجل الأعمال الجيد مانوج بارغافا وفريقه من المهندسين الماهرين. تُعرف هذه المادة باسم "الغرافين".

للوهلة الأولى، يبدو وكأن الغرافين قد خرج من إحدى روايات الخيال العلمي، فهو مكون من الكربون على المستوى الذري بشكل أساسي، ويعتبر أول جسم موجود في العالم ببعدين فقط. وهو شفاف ومعدوم الوزن تقريباً، لكنه أقسى من الفولاذ ويمتلك خاصية مميزة جداً ألا وهي بأنه أفضل ناقِل (موصِل) في العالم.


إمكانية الطاقة الغير منتهية

في الحقيقة؛ يتميز الغرافين بأنه ناقل للطاقة بأكثر من مائة مرة من النحاس، والطاقة التي تنتقل عبره لا تخلِّف أي درجة من التسخين. إذن، يوجد تحتنا كنز من الطاقة غير المحدودة، على شكل كميةٍ هائلةٍ من الحرارة التي تنتظر من يجمعها، ومن الممكن تحويل التسخين الجيوحراري إلى طاقة صرفة. ما الذي يمنع العالم من استغلال ذلك إذن؟ الأمر ببساطة هو بسبب نقص الموارد المستخدمة أو عدم فاعليتها لتحويل حرارة الأرض إلى طاقة. فالأدوات النحاسية تنصهر عند الغوص في أعماق الأرض، وكذلك جميع المواد الناقلة. لكن الغرافين لا ينصهر، لأنه يعتبر أفضل مادةٍ ناقلةٍ في العالم، هذا مع كونه قابلاً للطرق وأقوى من المعادن.

يعتبر استخدام الغرافين لجمع الطاقة الجيوحرارية أمراً واعداً جداً، ويقف وراء تلك الفكرة السيد بارغافا المدير التنفيذي لشركة مشروب الطاقة الشهير "فايف أوَر" (Five Hour)، والذي قام بتوظيف ثروته الضخمة في سبيل إنشاء مصدر الطاقة الذي يحتاجه العالم.

إن ما يحتاجه العالم اليوم هو طاقة لامحدودة، وبدون إحداث تلوث، وهو ما تقدمه هذه الفكرة الواعدة.