الطالبة المتفوقة ابتهال الحواجري تعيد مجد والدها بعد 42 عاما


العلاقات العامة/ توفيق السيد سليم

قالوا قديما: "من شابه أباه فما ظلم"، وقالوا أيضا: "فرخ البطّ عوّام"، وغيرها من الأقوال التي تدور في ذات الفلك كثير.. استطاعت الطالبة المتفوقة ابتهال مصباح محمد الحواجري تجسيدها على أرض الواقع، كيف لا وهي تسير على ذات النهج الذي خطّه لها والدها المربي الفاضل مدرس اللغة الانجليزية المتقاعد والذي يواصل رغم تقدمه في السن مسيرة البحث عن العلم والمعرفة بالتحاقه مؤخرا ببرنامج الدكتوراة بعد حصوله على الماجستير في الشريعة.


فقد تربعت الطالبة ابتهال الحواجري من مدرسة الكويت الثانوية للبنات، على عرش التفوق والتميز بحصولها على المركز الأول في فرع العلوم الانسانية على مستوى مديرية شمال غزة بتقدير (98.6%)، لتكون بذلك شبيهة بوالدها الذي حصل في العام 1974 على المركز الأول على مستوى قطاع غزة في فرع العلوم الانسانية. 

القدوة الحسنة

وفي هذا السياق تقول إنها تعلمت معاني الجد والاجتهاد من والدها الذي جسّد لها ولاخوتها من قبلها مثالا يُحتذى في طلب العلم، حيث استطاع جميع اخوتها التفوق في دراستهم والحصول على شهادات في البكالوريوس في العديد من التخصصات، فيما يكمل بعضهم الدراسات العليا.

"منذ البداية وضعت نصب عيني التفوق وتحقيق أعلى المراتب، ولذلك اجتهدت ونظّمت وقتي ولم أدّخر جهدا في سبيل ذلك من خلال الاستفادة من كل لحظة من معلماتي اللواتي لم يبخلن عليّ بشيء، لأتمكن أخيرا من حصد هذا النجاح" تقول الطالبة المتفوقة الحواجري.

القلق الذي يساور معظم طلبة الثانوية العامة، كان بالنسبة لـ"الحواجري" حافزا ودافعا نحو مزيد من الجد والاجتهاد، فقد حوّلته لعامل قوة لا ضعف في سبيل تحقيق مرادها وتطلعاتها.

لا مكان للقلق

وأشارت إلى أنها كانت تستمع ممن قبلها إلى أجواء من الرهبة والخوف التي تسيطر على الطلبة لدرجة أنها تتملكهم وتدمر مستقبلهم التعليمي رغم توفقهم في السنوات الدراسية التي تسبق الثانوية العامة، وهو الأمر عزمت أمرها ألا يتسلل إلى قلبها، حيث كانت تشعر بأجواء من الراحة والطمأنينة خلال فترة الامتحانات، ما مكنها من تأديتها على أكمل وجه رغم توقعاتها بنتيجة أفضل من تلك التي حققتها.

وعن مخططاتها للمرحلة الجامعية، أوضحت الحواجري نيتها الالتحاق بكلية التجارة لتدرس "التجارة باللغة الانجليزية"، متمنية ان يكون التفوق حليفها لمواصلة مسيرتها التعليمية والاكاديمية، لتثبت للعالم بأسره أن الفتاة الفلسطينية -كما الشاب الفلسطيني- لا تعرف المستحيل، وتصنع من الحجارة التي تعترضها جسرا لمواصلة المسير.

وأهدت الطالبة الحواجري تفوقها لأبناء شعبنا بشهدائه وجرحاه وأسراه، ولمعلماتها ولوالديها الذين كان لهم كبير الفضل بعد الله عز وجل في تحقيق هذا الانجاز.

ليست هناك تعليقات