عبد العزيز فارس.. 38 عاما من العطاء والإبداع


العلاقات العامة/ توفيق السيد سليم

منذ أن وضع قدمه في الوظيفة العمومية في حقل التربية والتعليم قبل ثمانية وثلاثين عاما، أخذ على عاتقه ألا يكون موظفا عاديا كما كثير من الآخرين، وإنما سعى بجد واجتهاد لتكون له بصمة واضحة في هذا المجال... وكان له ما أراد حيث بات ممن يشار إليهم بالبنان.. إنه المربي القدير عبد العزيز فارس أحد أبرز الكوادر التربوية بمديرية التربية والتعليم في شمال غزة.

وللحديث عن هذه القامة التربوية، فلنبدأ من البداية...

انطلاقة متميزة

"التحقت بالوظيفة العمومية بتاريخ 27/9/1977، بمدارس شمال سيناء، ثم انتقلت للعمل بمدارس قطاع غزة بعد انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من شمال سيناء، حسب اتفاقية "كامب ديفيد"، هذه كانت بداياتي مع العملية التربوية. قال أ. فارس.

وأضاف، بعد الانسحاب الإسرائيلي، عملا مدرسا بمدرسة بيت لاهيا الإعدادية المشتركة (بيت لاهيا الأساسية العليا للبنين حاليا) حتى عام 1998.

ومع وضع لبنة الأساس لمديرية شمال غزة، في العام 1998، وقع الاختيار على أ. فارس، ليضع اللبنة الأساس لقسم الأنشطة التربوية حيث شغل رئاسة القسم في الفترة الممتدة ما بين 21/10/1998 إلى 5/2/2000م، لينتقل بعدها مشرفا للآداب للمرحلة الأساسية حتى 2005، ومن ثمّ رئيسا لقسم الإشراف التربوي حتى  عام 2014، ومن ثمّ رئيسا لقسم التخطيط، قبل أن ينتقل لرئاسة قسم الامتحانات حتى نهاية الخدمة في 24/7/2015.

لحظات فارقة

وبالعودة مع أ. فارس أو كما كان يطلق عليه "عميد المديرية"، للحديث عن أهم مراحل حياته المهنية التي يعتز بها، قال إنها تتمثل خلال عمله مدرسا في مدرسة بيت لاهيا، ليتخرج من تحت يديه جيلا متميزا بات الكثير منهم أعلامٌ بارزة في جميع مناحي الحياة والمجتمع.

وأشار إلى انه يفتخر بعمله مشرفا، موضحا أنه تمكن من تطوير أداء المعلمين وتحسين مستوى الطلبة باعتبارهم محور العملية التعليمية، موضحا أنه عمل  على تكوين فريق عمل لإعداد أوراق عمل مناسبة لمستويات الطلبة من اجل تحقيق المهارات الواجب اكتسابها حسب الفروق الفردية بين الطلبة للصفية الأول والثاني الأساسيين.

أما التطور الأبرز على صعيد النهوض بالعملية التعليمية، فكان بحسب "عميد المديرية" عندما تولى رئاسة قسم الإشراف التربوي في العام 2005، وذلك من خلال تنفيذ برنامج إبداعي لا زال يحسب له ولمديرية شمال غزة، وهو برنامج رعاية الطلبة المتفوقين، حيث كان يستهدف الطلبة في الصفوف الرابع والسادس والتاسع والعاشر لما لها من أهمية في المنظومة التعليمية.

والمباحث التي كان يتم التركيز عليها في تلك المسابقات "اللغة العربية، الرياضيات، العلوم العامة واللغة الانجليزية".

أما المرحلة الثانية من تنفيذ المشروع فكانت تستهدف الطلبة في الصف الثاني عشر بفرعيه العلمي والعلوم الإنسانية، ومن ثمّ فرع العلوم الشرعية.

ومن مخرجات هذا البرنامج كما يؤكد أ. فارس وتثبته المعطيات، ارتفاع متوسط درجات الطلبة، حيث شهد العام 2013 تطورا ملحوظا في معدلات التحصيل بنسبة 80% في مدارس المديرية، 54% في القسم العلمين و23% في العلوم الإنسانية.

كما كان عدد الحاصلين على متوسط درجات فوق 90%، 24% من طلبة الفرع العلمي، كما يسجل للبرنامج حصول الكثير من طلبة المديرية على مراكز متقدمة في أوائل الثانوية العامة، الأمر الذي دفع المديريات الأخرى إلى تنفيذ هذا البرنامج على طلبتها.

كلمة لا بد منها

ولإضفاء مزيد من التحسينات على العملية التعليمية وتعزيز مخرجاتها، وجّه المربي القدير "عميد المديرية"، كلمة لوزارة التربية والتعليم العالي نصحهم فيها بعقد ورشات عمل من أجل الخروج بتوصيات تطبق على أرض الواقع لإعداد برامج في رعاية المتفوقين وتطويرها وإعداد مواد دراسية مناسبة لهذه الفئة التي تحتاج إلى رعاية خاصة من أجل تحفيزهم للالتحاق بالبرامج التي تعقدها الوزارة.

كما دعا أ. فارس، إلى ضرورة "تسريع التعليم" لمن يثبت لديهم قدرات عالية في التحصيل، لترغيب المجتمع المحلي في تبني هذه الأفكار، وألاّ تقتصر رعاية المتفوقين على طلبة الصف الثاني عشر، وإنما تطال كافة المراحل بدءاً من الصف الدراسي الأول الأساسي.

ليست هناك تعليقات