قصة نجاح: الطالبة أسرار المبحوح.. اجتازت معركة السرطان والتوجيهي بجدارة


.: العلاقات العامة - شمال غزة :.

بعزيمة وإصرار منقطع النظير، خاضت الطالبة أسرار المبحوح، المسكونة بأسرار التحدي والصمود والتمرد على القبول بالواقع، معركتين شرستين في آن واحد، وخرجت منهما محققة انتصاراً يسجل بماء الذهب!

أولى معاركها بدأت وهي في الصف العاشر الأساسي، خلال فترة تقديم الامتحانات النهائية، حيث اكتشفت إصابتها بمرض السرطان في ساقها، لتبدأ معها رحلة طويلة من العلاج والتنقل بين مشافي غزة والداخل الفلسطيني المحتل، لينتهي بها المطاف ببتر جزء من ساقها...

تلك النهاية التي وصلت إليها "أسرار" بعد أشهر طويلة من العلاج، بقدر ما كانت مؤلمة بحق، بالنسبة لها ولذويها الذين بذلوا جهدا كبيرا في التخفيف من آثارها النفسية عليها، إلاّ أنها شكلت بالنسبة لها عنوانا ومرحلة جديدة من مراحل التحدي والإصرار...

وعن تلك المرحلة تقول "أسرار" إنها كانت الأصعب بالنسبة لها، حيث خطورة المرض الذي يشكل تهديداً حقيقياً على حياتها"، موضحة أن أولى الصدمات كانت بالنسبة لها لحظة تلقيها نبأ إصابتها بمرض السرطان الذي اكتشفته صدفة بعد ألم مفاجئ أصاب ساقها، خاصة وأنها كانت على مقاعد الامتحانات النهائية للصف العاشر الأساسي بمدرسة شادية أبو غزالة الثانوية للبنات، بمديرية التربية والتعليم في شمال غزة.

وتتابع "بعد التأكد من إصابتي بالسرطان، بدأت أتنقل بين مستشفيات الأندونيسي في جباليا، و"تل هشومير" في الأراضي المحتلة منذ العام 1948، والمقاصد في القدس المحتلة، حيث مكثت هناك عدة أشهر.

وفي أعقاب بتر جزء من ساقها، مرّت "أسرار" بظروف نفسية عصيبة، إلا أنها وبفضل الله أولاً، ثمّ والديها، ومعلماتها، استطاعت التغلب على تلك الظروف، وحوّلت تلك المحنة إلى منحة، من خلال الاجتهاد أكثر في الدراسة لإثبات ذاتها ونفسها.

وبالفعل، واصلت "أسرار" رحلة التحدي والنجاح، واجتازت بنجاح الصف الحادي عشر، وانتقلت للصف الثاني عشر "الفرع الأدبي" الذي شكّل بالنسبة لها معركة أخرى لا تقل ضراوة عن معركة مواجهة السرطان الذي انتصرت عليه.

وخلال دراستها في "التوجيهي"، بذلت فجّرت "أسرار" أسرار قوتها، وواصلت الليل بالنهار، متنقلة بين الكتب ومتابعة البرامج التعليمية التي كانت تبث عبر الإذاعات المحلية خاصة إذاعة صوت التعليم، التابعة لوزارة التربية والتعليم، لتنهل منها مزيدا من العلم والمعرفة التي تتسلح بها لخوض معركة الامتحانات...

ولفتت "أسرار" إلى أن العام الدراسي الأخير، كان ثقيلا بالنسبة عليها، خاصة في ظل جائحة "كورونا" وتداعياتها التي ألقت بظلالها على مختلف مناحي الحياة، لا سيما قطاع التعليم، والانقطاع عن الذهاب إلى المدارس.

رحلة الكفاح التي خاضتها "أسرار" منذ مرضها تكللت أخيراً بنجاح مستحق في الثانوية العامة بمعدل (67.6%)، معلنة انتصارها المؤزر في معركتي السرطان والثانوية العامة، لتقدم بذلك نموذجا يحتذى في العزيمة والإصرار، ولتنتقل بذلك لدراسة تخصص تكنولوجيا المعلومات في إحدى جامعات غزة، لتحقق طموحها الذي تسعى إليه والذي رافقها طيلة سنوات دراستها.







ليست هناك تعليقات