معلماتها يتسابقن نحو الإبداع ... مدرسة "تل الربيع" في شمال غزة.. التعلم الممتع يُزهر في كل فصل


.: العلاقات العامة - شمال غزة :.

ما أن تدخل مدرسة تل الربيع الثانوية للبنات بمديرية التربية والتعليم في شمال غزة، حتى تشعر وكأنك أمام لوحة فنية متناسقة الألوان، أو قل إن شئت مقطوعة موسيقية متناغمة الألحان.

ولأنها "تل الربيع" كان لها من اسمها نصيب، حيث الزهور تتفتح وتنثر عبيرها في كل جنباتها.. زهور ليست ككل الزهور، زهور تحمل في طياتها استراتيجيات وطرائق تعليمية مميزة أقل ما يقال عنها إنها نماذج عملية وحيّة لـ"التعلم الممتع" الذي تنادي به وزارة التربية والتعليم، وتترجمه عملياً مديرية شمال غزة؛ ليصبح أسلوباً ومنهاجاً تربويا يوميا في كل المدارس، لما له من أثر في خلق بيئة تعليمية تحفيزية ومحببة للطلبة، تأخذ بيدهم نحو مزيد من الانتماء للبيئة المدرسية، والإبداع على طريق اكتساب العلم والمعرفة..

ولأنها "تل الربيع" أيضا، استطاعت أن تُفعّل في فصولها كافة وبالتوازي، استراتيجيات التعلم الممتع؛ لتبدع لوحة تربوية قلّ نظيرها، فها هي المعلمة أحلام لبّد، حلّقت بأحلامها بعيدا في فضاءات العلم والمعرفة لتحط رحالها بين طالباتها وفي جعبتها "عباءة الخبير" لتذكي التنافس بين طالبات الصف الثاني عشر "العلوم الإنسانية" في مبحث اللغة العربية، أيّهن ترتدي العباءة!

أما المعلّمة "سحر نصار"، فقد أبدعت وسحرت وانتصرت في توظيف استراتيجية القبعات الست، وتسلقت السلّم لتتغلب مع طالباتها على الثعبان في مبحث اللغة الانجليزية للصف الثاني عشر!

ولأنه فرع الريادة، لم يكن أمام المعلمة "عبير أبو زر" إلا أن تعبر مع طالباتها عبر أزرار السبورة الذكية؛ لتجسد البيانات التصويرية في إيصال المعلومة عن طريق الصور والرموز والكلمات.!

أما المعلمة "ثريا سلمان" التي لم تقبل بالثرى، فقد جعلت من البالونات ثريات تزين بهن قاعة فصلها ولتخبئ بداخلها كنوزا من العلم والمعرفة.!

أما المعلمة "إيمان قاسم" التي آمنت أن داخل كل طالبة من طالباتها طاقة كامنة قادرة على أن تقسم بها أساطير الوهم والعجز والخرافة، فقد حلّقت معهنّ في حلقات لا تنتهي من الدراما القصصية والتراثية ذات العبرة والعظة لتسخيرها في خدمة المنهاج للصف الحادي عشر- العلوم الإنسانية.

أمّا فاتن علوان، فلم يكن أمامها من خيار سوى أن تعلو بفطنتها وذكائها مع طالباتها في مبحث الفيزياء، لتحلّق بهنّ في سماء التجارب العملية؛ ليصبح المختبر بالنسبة لهنّ فسحة للتأمل والتجربة والإبداع.!

أما المعلمة سامية عوض، فقد سَمَت مع تفاعلات المواد الكيميائية وعوّضت بمعادلاتها قلة الإمكانات وحوّلت التحديات إلى فرص للنجاح واجتراح المعجزات مع طالباتها في الصف التاسع، فكان الإبداع، وكان الإنجاز! 

فيما طافت المعلمة نهلة العكّة، كما النحلة تجمع شذى الزهور؛ لتصنع منها شهداً حلو المذاق في درس اللغة الإنجليزية لطالبات الصف الثاني عشر- علمي، عبر استراتيجية الألعاب التربوية الممتعة.

أما المعلمة الدكتورة "صابرين الغول"، التي صبرت وصابرت في مواجهة غول العدوان، فقد جسّدت استراتيجية لعب الأدوار في درس حرب الأيام الستة عام 1967م، للصف العاشر، لتغرس قيم عشق الوطن والانتماء لذرّات ترابه في نفوس طالباتها اللواتي أدركن حجم المؤامرة التي يتعرض لها وطن سيّجه الشهداء بعظامهم!

ولأن الوطن بكل مكوناته يرسم لوحة إبداعية عصيّة على التشويه، جابت المعلمة ريهام أبو جيّاب جوانب المدرسة لتقطف من أرجائها ما زاد عن حاجة طالباتها، لتخرج علينا بمعرض فني إبداعي يلامس احتياجاتنا، ويحاكي تراثنا وعاداتنا، ويتعانق مع مقدساتنا في مشهد يؤجج فينا مشاعر الانتماء لوطن الآباء والأجداد، ليصرخ في الأرجاء.. إنا عائدون!

مدير الدائرة الإدارية أ. جواد صالحة الذي واكب نسج تلك اللوحة التي حاكتها معلمات "تل الربيع" وأشرفت عليها مديرتهن أ. نظمية اللوقا، أعرب عن فخره بتلك الإنجازات التي جعلت من "تل الربيع" أيقونة في التعلم الممتع، وهي تحوّل المجرّد إلى محسوس، وتصنع من العَدَم المستحيل، لخلق بيئة تعليمية محببة وممتعة.

























ليست هناك تعليقات