حل لغز التشكيل السداسي لكوكب زحل


في السابق تحدثنا عن آخر الاكتشافات الفلكية و منها التشكيلات السداسية للغيوم في القطب الشمالي لكوكب زحل و التي حيرت العلماء لفترة.

صفات التشكيلات السداسية

يذكر أن القمر الاصطناعي المستكشف لناسا و يدعى "كاسيني" للفضاء صور هذا التشكيل السحابي الغريب داخل المسدس، و لوحظ أن هذا الشكل السداسي يتكون من تيارات متدفقة متموجة من الرياح تهب بسرعة تصل إلى 89 كم/ثانية.

المسدس يغطي مسافة تصل إلى 30000 كم من القطب الشمالي لزحل ما يعادل ضعفي طول قطر كوكب الأرض، و في مركز هذا المسدس يقع إعصار هائل الحجم و عينه يقدر بأنه أكبر بخمسين مرة من تلك التي نجدها على الأرض.

تفسير اللغز

بحسب رأي العلماء – كما نشر منذ شهرين - يعتقدون أن هذا المسدس مرتبط بفترة دوران زحل، و مع طبيعة الجو لزحل فقد قاموا بالمحاكاة و كانت النتيجة متوقعة و هو تشكل أشكالا هندسية للسحب كهذه. 

قد يبدو التفسير مبني على فرضية، و هذا ما لا يتوقعه عشاق الفلك و طلاب علمه، لكن إن تمعنا النظر سنجد أن دوران الإعصار و الكثافة الكبيرة للغيوم هناك في زحل يجعل ذلك ممكنا.

صور للتشكيل السحابي الغريب








معلومات صغيرة عن زحل

من المعروف أن زحل كوكب غازي فهو ممتلئ بالهيدروجين و الهيليوم مثل المشتري، لكنه يختلف أيضا مما يجعل أي كوكب غازي عملاق مشابها لكوكب المشتري (و زحل واحد من هذه الأشباه) كمقياس لكن تم اكتشاف كوكب غازي ضخم من خارج المجموعة الشمسية و اعتبر مشابها لزحل و هناك كوكب آخر لكنه تميز بحلقات أضخم و أكبر بشكل لا مثيل له.

و زحل كلما تعمقت فيه داخل الغلاف الجوي تجد أن الحرارة و الكثافة يتغيران و المعروف أن الكواكب الغازية (بالاعتقاد) ليس لديها سطح صخري؛ و لكن كوكب زحل و على عكس بقية الكواكب الغازية لديه سطح صخري و ما نشاهده ما هو إلا غلاف خارجي يتكون 93% منه الهيدروجين و الهيليوم مع بعض الأمونيا و الإيثان و الفوسفين و الميثان و أسيتيلين.

و الأغرب جاذبية زحل تعادل 107% من جاذبية الأرض و كتلته تعادل 95 مرة من كتلة الأرض (جاذبية السطح للكوكب تختلف عن الحقل المغناطيسي للكوكب)، أي لو كان وزنك 100 كغم سيكون وزنك هناك 107 كغم.

هذا السطح هو على ما يبدو نواة زحل يحاط معظمها بالهيدروجين والهيليوم، تشبه النواة الصلبة في تكوينها تكوين نواة الأرض، ولكنها أكثر كثافة؛ و هي حارة جدا و تصل إلى 11700 درجة مئوية، و هي تُشع إلى الفضاء الخارجي طاقة تُعادل 2.5 ضعف الطاقة التي تصلها من الشمس. وتنشأ معظم هذه الطاقة غير الاعتياديّة في النواة من خلال آلية كلفن هلمهولتز، أو ضغط الجاذبية البطيء، ولكن هذا وحده قد لا يكون كافياً لتفسير توليد زحل العالي للحرارة. وتوجد آليّة إضافيّة مقترحة لكيفيّة توليد زحل لبعض هذه الحرارة، وهي "إمطار" قطيرات هيليوم دقيقة كانت مدفونة عميقاً داخل نواة زحل، وتنتج هذه القطيرات احتكاكاً ومن ثم حرارةً أثناء سقوطها عبر الهيدروجين الأخف منها، لكن هذا يبقى بحدود الافتراض. 

و هناك أسباب أخرى تجعل من زحل (ساتورن بالانجليزية Saturn) مميزاً أكثر هو حلقاته و سلوكه الغريب في مجال دورانه للشمس كذلك أقماره المميزة مما يجعل العثور على كواكب خارجية غازية شبيهة بزحل قليل الحدوث و حاليا لم يسجل إلا 9 كواكب فقط أما الباقي فهي كالمشتري.

صور غير حقيقية لأشباه زحل المكتشفة للتوضيح



أما المشتري فكتلته تعادل 318 مرة من كتلة الأرض و جاذبيته مثل الشفاط لقوتها أما جاذبية السطح فيعادل 2.528 مرة من جاذبية سطح الأرض أي لو كان وزنك 100 كغم فسيكون 252.8 كغم.

ملحوظة هامة: 

بالنسبة للمجال المغناطيسي للنجم النيوتروني قوي جدا و يتجاوز 100000 (مائة ألف) ضعف عن الشمس أما إذا أردت أن تقيس الوزن الـ 100 كغم هناك اعلم إنك ستسحق تماما فالنجم النيوتروني ليس أوفر حظّاً من الثقب الأسود ذو كتلة ثقيلة و مجال مغناطيسي قوي، إذ سيصل هذا الوزن هناك على النجم 14000000000000 كغم (أي 14 ألف مليار كغم = 14 مليار طن) أما بخصوص الثقب فلا تسأل فكيف ستعرف إذا كنت ستسحق لأن القوة كبيرة مغناطيسياً و جاذبيةً و عنيفة.


مخطط يظهر الفرق بين كواكب النظام الشمسي من حيث جاذبية السطح

يمكنك الدخول إلى هذا الموقع و اكتب وزنك.

ليست هناك تعليقات