رسميًّا: مايكروسوفت تستحوذ على لينكد إن مقابل مبلغ ضخم


أعلنت شركة مايكروسوفت و بشكل رسمي عن استحواذها على موقع التواصل الاجتماعي المهني "لينكد إن/ LinkedIn" مقابل مبلغ مالي ضخم يقدر بـ 26.2 مليار دولار.

و تعتبر عملية الاستحواذ الجديدة هي ثالث أضخم عملية استحواذ في تاريخ قطاع التكنولوجيا، و يبدو أن مايكروسوفت تروم من وراء هذه العملية التواجد بقوة في سوق مواقع التواصل الاجتماعي عبر بوابة لينكد إن خصوصا لمنافسة الرائد في هذا المجال موقع "فيسبوك".

و يضم موقع التواصل الاجتماعي المهني لينكد إن ما يزيد عن 430 مليون مستخدم نشيط يستعملون الموقع من أجل التواصل مع أرباب العمل و المهنيين و نشر سيرهم الذاتية للمهتمين، و رغم عملية الاستحواذ فإن لينكد إن ستحافظ على بنيتها و علامتها التجارية بالإضافة إلى مديرها التنفيذي "جيف وينر".

و يتوقع أن يتم المصادقة على عملية الاستحواذ بشكل رسمي خلال العام الجاري.

و من جهة مايكروسوفت، ستدفع شركة البرمجيات العملاقة 196 دولارا للسهم الواحد، بزيادة بنحو 50 في المئة.

وتراجعت قيمة أسهم لينكد إن، التي طُرحت للتداول في مايو / أيار عام 2011، بأكثر من 40 في المئة هذا العام.

وانخفضت قيمة الأسهم بواقع 25 في المئة في فبراير/شباط الماضي بعد أن أصدرت الشركة تحذيرا بشأن الأرباح عن الربع المالي الأول، وأعلنت خسائر سنوية قيمتها ثمانية ملايين دولار.

وارتفعت أسهم لينكد إن إلى 194.25 دولارا في تداولات ما قبل فتح السوق في نيويورك بعد الإعلان عن الصفقة.

وقالت مايكروسوفت إن لنكد إن ستحتفظ "بعلامتها المميزة وثقافتها واستقلالها"، وسيظل جيف وينر في منصب المدير التنفيذي لها وتحت إشراف رئيس مايكروسوفت ساتيا ناديلا.

وأعلن كل من وينر وريد هوفمان، رئيس لينكد إن والمشارك في تأسيسها وصاحب الحصة المسيطرة من الأسهم، عن دعمهما لهذه الصفقة.

وقال هوفمان: "اليوم هو لحظة ميلاد جديد للينكد إن".

أما سبب الاستحواذ و بهذا المبلغ الضخم فهو أغرب مما تتوقع، إذ يرجع السبب هو المزايا التي تتمتع بها لينكد إن و هي ربط الأعمال و البحث عن الوظائف و التواصل بين المهنيين، غير أن المحللين يرون أن السبب حقيقي هو فشل مايكروسوفت في سباق وسائل التواصل الاجتماعي و استحواذها على "لينكد إن" سيمنحها الفرصة لتلحق مقدمة السباق. 

و قد اقترح "ناديلا" دمج الخدمات التي يقدمها الاثنان، وقال إن الهدف الأول لهذه الصفقة هو تحقيق مهمة مشتركة تركز على تمكين الأفراد والمنظمات، وهذا سيتم عن طريق الجمع بين ما تقدمه مايكروسوفت من خدمات مع المزايا التى يوفرها موقع "لينكد إن" لأن تمكين الأفراد حول العالم يتطلب شبكة حيوية تجمع بين أكثر من اتجاه، وفى آخر خطابه للموظفين قال "ساتيا ناديلا" إنك إذا كنت غير مشترك في شبكة "لينكد إن فعليك الدخول إليها الآن.

يذكر إن هذه أول صفقة يقوم بها الرئيس التنفيذي لمايكروسوفت "ساتيا ناديلا" منذ توليه منصب الرئيس التنفيذي.

Linked in هو موقع تواصل اجتماعي ضخم مهني إذ يسمح أيضا من خلاله البحث عن الوظائف و التواصل بين الأعضاء المهنيين و هذه مزايا قد تضيفها إلى المساعد "كورتونا" ، فـ "لينكد إن" في دول الغرب يستقطب الخريجين الجدد و من يريد أن يثبت نفسه و الباحثين عن الوظيفة فبدلاً من البحث في جوجل فلينكد إن شركة ضخمة متخصصة، و هذا معناه إنها استحوذت على خدمة الأكثر نفوذاً و قراءةً و مستمرة التحديث و تملك مزايا جيدة في الميديا وهذا يعني شيئاً واحداً و هو أن مايكروسوفت لم تهدر الـ 26.2 مليار دولاراً.

وقال ناديلا رئيس مايكروسوفت إن "فريق لينكد إن طوّر شركة مذهلة ركزت على ربط المهنيين في جميع أنحاء العالم ببعضهم البعض، وإننا معاً يمكننا تسريع نمو لينكد إن، وكذلك (برنامج الأعمال) مايكروسوفت اوفيس 365 و(برنامج) دايناميكس (لتخطيط موارد الشركات)".

وهذه هي أكبر صفقة استحواذ على الإطلاق تبرمها مايكروسوفت، والتي أنهت ثمان صفقات استحواذ قيمتها أكثر من مليار دولار.

وكانت الشركة العملاقة اشترت خدمة التراسل الصوتي "سكايب" مقابل 8.5 مليار دولار في عام 2011، وقسم الهواتف المحمولة لشركة نوكيا مقابل 7.2 مليار دولار في عام 2013.

وتتجاوز صفقة استحواذ الشركة على لينكد إن قيمة استحواذ فيسبوك على منصة "واتس آب" للتراسل الفوري في عام 2014 والتي بلغت 19 مليار دولار.

و مع ذلك يرى المحللين إنه حتى لو دفعت مايكروسوفت 20 ملياراً فإن سيظل مبلغاً ضئيلاً قياسا إلى القيمة السوقية للشركة البالغة نحو 400 مليار دولار وقالوا إن المستثمرين سيرغبون في شراء سندات مايكروسوفت.

وتقول مايكروسوفت أنها ستمول الصفقة التي تعد الاكبر في تاريخها، بشكل مبدئي من خلال إصدار أدوات دين جديدة وأكدت عزمها إكمال التفويض القائم الخاص بإعادة شراء أسهم بقيمة 40 مليار دولار بحلول 31 ديسمبر/كانون الأول 2016.

ليست هناك تعليقات