دلائل على وجود مجرة خفيّة تكوّنها المادة المظلمة


قد تغير صورة كُشف عنها مؤخراً الطريقة التي ينظر بها العلماء إلى "التباينات" في انحرافات الضوء في الفضاء، فمن المعتقد أن سبب هذه الانحرافات هو قوة جاذبية تسلّطها مجرة غير مرئية مكونة من المادة المظلمة على مجرةٍ أخرى تبعد عنا 4 مليارات سنة ضوئية.

غير مرئية ولكن يمكن ملاحظتها

التقط مرصد أتاكاما المليمتري الكبير (Atacama Large Millimeter Array) أو ألما (ALMA) صورةً تُظهر انحرافات خفية، وليس هذا الجزء المثير للاهتمام، بل تشير هذه الانحرافات إلى وجود مجرة قزمة خفية مكونة في الغالب من المادة المظلمة وهي المادة التي تمثل أحد الجزئين المفقودين من كوننا.

تُظهر الصورة التي التقطها مرصد ألما أقواساً حمراء باهتة تحيط بمجرة تبعد 4 مليارات سنة ضوئية وتظهر المجرة بشكل ضوء أزرق في الصورة أدناه، ويعتقد أن تلك الانحرافات في الضوء تسببها قوة جاذبية لمجرة قزمة أخرى مكونة من المادة المظلمة والتي تقع خلف تلك الانحرافات.


حقوق الصورة: مرصد ألما

وصرحت وكالة ناسا : "نحن على ثقة تامة بأن المادة المظلمة ليست كما اعتقدناها سابقاً، فحتى هذه اللحظة، يعلم جميعنا بأن المادة المظلمة لا تبعث أو تمتص الضوء، مما يجعلها غير مرئية بالنسبة إلينا"، ولأننا لا نمتلك أي طرق معروفة لرصدها، نلجأ لاستخدام المفهوم القائل بأن لكل مادة في الكون قوة جاذبية تؤثر فيها على المواد المحيطة بها بما في ذلك الضوء، كما تنبأت نظرية النسبية العامة لأينشتاين بوجود قوى جاذبية تولدها الأجسام، حيث تغير هذه القوى مسار الضوء وتسبب تأثيراً يسمى "بعدسة الجاذبية" (gravitational lensing).

تعطي تلك الانحرافات مؤشراً على وجود مجرات  قد تكون بعيدة للغاية، أو قد تكون غير مرئية، كما هو الحال مع هذه المجرة المكتشفة حديثاً.

لا مزيد من الانحرافات

"يمكننا ملاحظة الأجسام غير المرئية بنفس طريقة رؤيتنا لرذاذ المطر عبر النافذة، حيث أنك تعلم بوجود مطر في الخارج لأنه يشوه صورة الأجسام عبر زجاج النافذة" هذا ما أوضحه عالم الفلك في جامعة ستانفورد (Stanford University) يشار هازافيه.

ويشير هذا البحث إلى عدم استطاعتنا رؤية الغالبية العظمى من المجرات القزمة لأنها مكونة من المادة المظلمة.

وقد لاحظ الباحثون تباينات مماثلة لمدة تقارب العقدين، ولكنهم تجاهلوها واعتبروها مجرد "تباينات في انحراف الضوء"، أما الآن فيمكن لهذا الاكتشاف تفسير هذه التباينات وفتح الآفاق أمام مرصد ألما لإيجاد أجسام مماثلة والمقارنة بينها، إضافة لمساعدة علماء الفلك في معرفة المزيد عن المادة المظلمة.

ليست هناك تعليقات