الفعاليات المدرسية .. تشكيلٌ لوعي الطلبة نحو التمسك بالثوابت


العلاقات العامة – شمال غزة

أسوار القدس العتيقة.. قبة الأقصى المشرّفة.. مفتاح العودة.. يافا وحيفا والمجدل وأخواتهم من المدن والبلدات الفلسطينية المهجّرة.. خيام اللاجئين، وزنازين الأسرى وفي القلب من ذلك فلسطين المسيّجة بدماء الشهداء..

هذا أول ما تقع عليه عيناك حال قررت المشاركة في فعالية من الفعاليات التي تنظمها مدارس مديرية التربية والتعليم في شمال غزة، والتي كان آخرها احتفال مدرسة الكويت الثانوية للبنات، والذي جاء بعنوان "بثوابتنا ترسو سفينتنا" تزامنا مع إحياء ذكرى فعاليات يوم الأسير الفلسطيني.

مفتاح العودة

"أردنا من خلال هذا الاحتفال تعزيز قيم الولاء والانتماء لفلسطين الهوية والعقيدة والتاريخ في نفوس الطالبات باعتبارهن أمهات الغد ومصانع الرجال اللواتي يؤخذ على عاتقهم مواصلة مسيرة التحرير والعودة" بهذه الكلمات أكدت مديرة المدرسة أ. نعمة عوض الهدف من إقامة مثل هذه الاحتفالات.

وأضافت أ. عوض المهجّرة من بلدة (حمامة) المحتلة، وهي تحتضن مفتاح العودة بكلتا يديها، إن هذا المفتاح سيظل شعارا لعودتنا القريبة إلى قرانا ومدننا التي هجّرنا منها الاحتلال عنوة عام 1948، ليقيم على أنقاضها كيانه الزائل بإذن الله.

جيل التحرير

ومن أمام مجسّم لقبة الصخرة، صدح مدير الدائرة الفنية لمديرية التربية والتعليم أ. منير أبو زعيتر ليغرس معاني حب الوطن في نفوس الطالبات، مؤكداً أن الحفاظ على الثوابت جزء لا يتجزأ من الفلسفة التربوية التي تتبعها وزارة التربية والتعليم العالي في بناء الأجيال الفلسطينية المتلاحقة.

وشدد أ. أبو زعيتر المهجّر من بلدة (عراق سويدان) المهجّرة، على دور المدرسة في تعزيز انتماء الطلبة للوطن والتراث والتمسك بالعقيدة التي تحض على حب الأوطان والدفاع عنها، وقال بكلمة الواثق بنصر الله، "إن هذا الجيل الذي يتربى الآن في مدارسنا هو من سيتمكن من استكمال مشروع تحرير فلسطين من رأس الناقورة (شمالا) وحتى رفح (جنوبا).

وثمّن أ. أبو زعيتر جهود كل القائمين على هذا الاحتفال الذي يعتبر وجهاً آخر من أوجه مقاومة الاحتلال التي لا بد أن تتصاعد وتتفاعل حتى دحر هذا الكيان عن كامل التراب الفلسطيني المعمّد بدم شهداء شعبنا والعرب والمسلمين، ومن قبلهم شهداء الصحابة والتابعين. 

رباعية المقاومة

"علم ووعي وإيمان وثورة" رباعية اختزل خلالها مقرر لجنة القدس والأقصى في المجلس التشريعي د. أحمد أبو حلبية أدوات الجهاد والمقاومة التي يجب على شعبنا بها لانتزاع حريته وعودته إلى أرضه التي هُجّر منها على يد العصابات الصهيونية قبل نحو سبعة عقود.

وأكد د. أبو حلبية الذي يشغل أيضا منصب رئيس مؤسسة القدس الدولية- فرع فلسطين، أن مثل هذه الاحتفالات تؤسس لبناء جيل جديد قادر على مواصلة الجهاد والمقاومة ومشروع التحرير، موضحاً أن مؤسسته لا تتوانى عن دعم أي جهد يصب في مصلحة القضية و ثوابتها.

كي لا ننسى

وكما حدد د. أبو حلبية الأركان الرباعية للمقاومة، أوضح مدير عام العلاقات العامة في جهاز الشرطة الفلسطينية أ. معين أبو مديرس، رباعية الثوابت مستفيضا في الحديث عنها امام الطالبات، لترسخ في عقولهن وليرضعنها لأبنائهن في المستقبل في تعاقب للأجيال المتمسكة بحقوقها و ثوابتها.

وأوضح أ. أبو مديرس أن ثوابت شعبنا والتي أجمعت عليها الأمة العربية والإسلامية، هي "القدس، وفلسطين التاريخية من بحرها إلى نهرها، واللاجئون، والأسرى"، مؤكدا أن الحفاظ عليها مرهون بتمسك شعبنا بمقاومته وعدم الالتفات إلى ما يحاك في الخفاء من مؤامرات لطمس القضية.

لوحة العودة

وللتعبير عن التمسك بالثوابت الفلسطينية وفي مقدمتها العودة إلى ديار الآباء والأجداد، شكلّت مجموعة من الفتيات لوحة فنية رائعة بإنشادهن للمدن والقرى الفلسطينية وهنّ يرفعن أسمائهن عاليا ويلوّحن بها امام الحضور في مشهد حرّك العاطفة الجياشة لحنين العودة في قلوبهم، ما حدا بالجميع للصدح باسم الوطن مرددين كلمات الأنشودة حرفاً حرفاً..

نشيد المقاومة

وفي عمل مسرحي وفني هادف أخذتك ثلة من طالبات المدرسة إلى حيث ساحات الجهاد والمقاومة، في استحضار ملفت لمفجر انتفاضة القدس الشهيد مهند الحلبي، ومن جاء من بعده، فادي علون وهديل الهشلمون وأشرقت قطناني وغيرهم، وقوفاً أمام تضحيات وصبر الأم الفلسطينية وهي تودع ابنتها شهيدة بعدما أثخنت في جنود الاحتلال، في مشهد تكاملي بين جميع فئات شعبنا في مواجهة الاحتلال.

صوب القدس

وصوب القدس وأسوارها العتيقة توجه الحاضرون في ختام الاحتفالية بقلوبهم قبل أجسادهم لتدشين لوحة جدارية تجسّد تفاصيل المدينة المقدسة ومسجدها الأقصى المبارك، على أحد جدران المدرسة، لتظل القدس في القلب والوجدان على مر الأجيال...

ليست هناك تعليقات