من خلال رسوماتهم الفنية.. الحرب تجتاح وجدان الطلبة بغزة ( مرفق رسومات الطلبة)


بأناملهم الصغيرة فكروا ورسموا فابدعوا، وانتجوا رسومات تجسد ما عايشوه خلال 51 يوماً من الحرب والدمار، إنهم أطفال وتلاميذ المدارس في قطاع غزة الذين فازوا بالمسابقة التي نظمها مركز الميزان لحقوق الإنسان بالتعاون مع وزارة التعليم ووكالة الغوث لأفضل رسمة حول حقوق الانسان في العام 2014.

3500 طالباً وطالبة شاركوا في المسابقة وبذلوا كل الجهد في سبيل الإبداع والتميز، فاز منهم 36 طالباً وطالبة، منهم 17 طالباً من المدارس الحكومية، لكن الملاحظ أن جميع الرسومات المشاركة كانت بمثابة تعبير من الطلبة عن ما عايشوه خلال الحرب.

الطالب ياسين الأسطل من الصف الأول بمدرسة شهداء خانيونس المختلطة والفائز بالمركز الثاني على مستوى الصفوف الأولى كانت رسمته عبارة عن دبابة تقف على تلة عالية وطائرة في السماء تلقي حمم القذائف على المدنيين الآمنين، أما الطالبة حنين السدودي من الصف الثالث بمدرسة الشيخ عجلين فقد أبدعت رسمه ظهر فيها أُماً تحمل ابنها الجريح المدرج بالدماء, كما تظهر دبابة تقصف، وهناك أشجاراً مكسورة من شدة القصف.

أما الطالب حمزة شاهين من مدرسة الجنان الثانوية بخانيونس والفائز بالمركز الأول على مستوى فصول الحادي عشر فقد أبدع رسمة لطفل يتعلم بالرغم من الدمار والقصف الذي لحق مدرسته وفصله.

بدوره فقد أبرز الطالب حسام قحمان من الصف الحادي عشر بمدرسة بيت لاهيا في لوحته الفنية شدة الحرب وضراوتها ، فقد رسم رجلاً يحمل طفله الجريح ويجري ويظهر في الخلفية غبار القصف ورعب الحرب وسيارات الدفاع المدني، أما الطالبة عائد درويش من الصف الثاني عشر بمدرسة عرفات للموهوبين فقد أبدعت رسمة حول الحصار المحكم على قطاع غزة حيث يظهر في الصورة طفل مصاب على كرسي متحرك وسيارة اسعاف لا تستطيع السفر بسبب اغلاق معبر فح. ماذا نتوقع أن يرسم أطفال غزة؟

د. زياد ثابت وكيل وزارة التربية والتعليم العالي قال :” ليس غريباً أن تكون معظم الرسومات معبرة عن الواقع الصعب الذي مرت به غزة من حرب عدوانية صهيونية اجرامية استهدت جميع شرائح المجتمع الفلسطيني بشكل عام والأطفال بشكل خاص.وتساءل د.ثابت: ماذا يتوقع هذا العالم من هؤلاء الاطفال أن يعبروا؟ ماذا يتوقع هذا العالم من هؤلاء الأطفال الذين عايشوا 3 حروب خلال 7 سنوات؟ ماذا يتوقع العالم من هؤلاء الأطفال الذين يعيشون في سجن كبير وحصار ظالم أن يعبروا ويرسموا؟وناشد د.ثابت المجتمع الدولي للتدخل الحقيقي ووقف الحصار والعدوان على الشعب الفلسطيني.

و قدّم د.ثابت الشكر لجميع المراكز الحقوقية التي تتعامل مع الوزارة في سبيل التوعية بمجال حقوق الانسان، مقدماً الشكر الخاص لمركز الميزان على هذه المسابقة وتعاونه المستمر مع الوزارة، كما هنأ الطلبة المشاركين والفائزين.

ودعا د. ثابت مركز الميزان إلى الاستمرار في هذه الجهود واستثمار هذه المسابقة وعرض الرسومات على المستوى الدولي لكي يعرف العالم كيف يفكر طلبة فلسطين ويعرف العالم المعاناة القاسية التي يعانيها هؤلاء الطلبة بسبب الاحتلال.

وبين ثابت:” أن الوزارة تعمل بشكل كبير على توعية الطلبة بحقوق الإنسان من حيث التعريف بهذه الحقوق وآليات توثيق انتهاكات حقوق الانسان إضافة إلى تعريف الطلبة بكيفية المطالبة بحقوقهم وذلك من خلال المناهج والأنشطة والتدريب.

من جهته قال أ.زكريا الهور مدير عام الأنشطة التربوية بوزارة التعليم:” إن مسابقة الرسم بالتعاون مع مركز الميزان هي واحدة من المسابقات والأنشطة التي تقوم بها الوزارة لاكتشاف المواهب الفنية وتعزيزها، مبيناً أن الطلبة قدموا إبداعات مميزة في هذه المسابقة وعبروا عما يدور بداخلهم خاصة في موضوع العدوان.

من جانبه قال أ.هاني الهور مدير الدائرة الثقافية : “إن الوزارة حريصة على مواصلة تنفيذ مثل هذه المسابقات والأنشطة التربوية باعتبارها عامل أساسي لتعزيز المناهج الدراسية وافساح المجال للطلبة للتعبير عما بداخلهم.

وفيما يتعلق بنوعية الرسومات قال أ.أحمد الشامي رئيس قسم الأنشطة :” إن فرق الأنشطة عملت على تنفيذ العديد من البرامج الفنية والمسابقات في المدارس بعد العدوان وكانت تهدف إلى اخراج الطلبة من الحالة النفسية التي عايشوها، ولاحظنا أن الطلبة في الأنشطة الفنية بشكل عام والرسومات بشكل خاص كانوا يتجهون لموضوع العدوان وأثره عليهم. رعاية أطفال غزة

من جانبه أكد أ.عصام يونس مدير مركز الميزان :” إن المسابقة يتم تنظيمها للعام الخامس على التوالي، لكن هذا العام كنت مختلفة عما سبق لأنها كانت بعد حرب فظيعة شنها الاحتلال على القطاع، ومن هنا لاحظنا تأثر الأطفال بما عايشوه، كما أن هذه الرسومات يمكن أن توضع في إدانة الاحتلال على عملياته الاجرامية.

وبين يونس أنه سيتم نشر هذه الرسومات على المستوى الدولي لنظهر معاناة الطفولة وأهل فلسطين بسبب الاحتلال.

وعن رأي الأمم المتحدة برسومات الطلبة وتوجهاتهم قال أنطونيو زوبيلاجا رئيس فريق دعم العمليات ومنسق الحماية في وكالة الغوث:” إن الرسومات الصعبة لهؤلاء الاطفال تضعنا أمام المسؤولية بأهمية وقف استهداف الأطفال ورعايتهم بعد الحرب.وأضاف:” العديد من الأطفال قتلوا وأصيبوا في المدارس وحتى مراكز الايواء، لذلك يجب علينا أن نعي أن هؤلاء ليسوا أرقاماً، إنهم بشر وخلف كل هذه الحوادث التي تعرض لها الاطفال قصص وحكايات.


















ليست هناك تعليقات